بعد يوم طويل وصعب من العمل وضعت امي الطعام أمام أبي على الطاولة وبجانبه خبزاً محمصاً لكن الخبز كان محروق تماما اتذكر انني ارتقيت طويلاً كي يلحظ أبي ذلك.. ولا شك انه لاحظه الا انه مد يده الى قطعة الخبز وابتسم لوالدتي وسألني عن يومي في المدرسة ولا اتذكر بما اجبته لكنني اتذكر اني رأيته يدهن قطعة الخبز بالزبدة والمربى ويأكلها كلها عندما نهضت عن الطاولة تلك الليلة اتذكر اني سمعت امي تعتذر لأبي عن حرقها للخبز وهي تحمصه ولن أنسى رد ابي على اعتذار امي : حبيبتي لا تكثري بذلك أنا احب احياناً ان اكل الخبز محمصاً زيادة عن اللزوم وان يكون به طعم الاحتراق ,,,, ذهبت لأقبل راس ابي قبل النوم وسألته ان كان حقاً يحب تناول الخبز احياناً محمصاً الى درجة الاحتراق؟؟؟ فضمني الى صدره وقال لي هذه الكلمات التي تبعث علي التأمل : يابني أمك اليوم كان لديها عمل شاق وقد اصابها التعب والارهاق في يومها .. شيء آخر .. ان قطعاً من الخبز المحمص زيادة عن اللزوم او حتى محترقة لن تضر او تؤذي أحداً الحياة مليئة بالأشياء الناقصة وليس هناك شخص كامل لا عيب فيه علينا ان نتعلم كيف نقبل النقصان في الأمور وا...